Accéder au contenu principal

المهندس الصناعي ... مهندس بسبع أرواح!

 (من هو المهندس الصناعي؟ و ما الذي يميزه عن باقي المهندسين؟) 

إذا نظرت إلى التعريف الرسمي للهندسة الصناعية والذي ينص على أن: " الهندسة الصناعية هي المجال الهندسي الذي يهتم باستخدام الرياضيات والعلوم المختلفة لتصميم ودراسة وتحليل وتطوير النظم التي تحتوي على آلات أو معدات ومواد وبشر بما يضمن أفضل أداء لهذه النظم وبأقل تكلفة ممكنة". فأن أول ما سيخطر في بالك هو : حسناً ولكن ألا يوجد تخصصات ومهن أخرى تهتم بهذه الجوانب؟ فمثلاً، فروع الهندسة التقليدية مثل الهندسة الميكانيكية والكهربائية والمدنية تهتم بدراسة الآلات والمعدات والمواد، والعلوم الاقتصادية والإدارية تهتم كذلك بالاستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية، والعلوم النفسية والاجتماعية تهتم بالجانب البشري . فبماذا تختلف الهندسة الصناعية عن هذه المجالات؟ مهنة المهندس الصناعي ظهرت لتعبئة الفجوة بين هذه المجالات المختلفة. فلو نظرنا إلى التخصصات الهندسة المختلفة ( والتي تعتبر علوم تطبيقية) سنجد أنها تهتم بجانب تصميم وعمل الآلات والمعدات دون أن تأخذ في اعتبارها طبيعة البشر الذين سيشغلون هذه المعدات وتكاليف تصنيعها وتشغيلها. وفي الجانب الأخر ( العلوم الإنسانية: اقتصاد، إدارة..الخ) فإنها تهتم بتكاليف تشغيل المعدات والآلات وكيفية استغلالها الاستغلال الأمثل دون معرفة فنية عن كيفية عملها ومما تتكون. المهندس الصناعي ظهر ليغطي هذه الفجوة بين العلوم الهندسة التطبيقية والعلوم الإنسانية الاقتصادية والاجتماعية. المهندس الصناعي يتم تدريبه على جميع أساسيات ومهارات الهندسة التقليدية من رياضيات وفيزياء وعلوم مواد وميكانيكا ...الخ، وكذلك يتم تدريسه مجموعة من مفاهيم ومهارات العلوم الإنسانية مثل الاقتصاد والإدارة وعلم النفس ...الخ. ويتم كذلك تزويده بمجموعة من التقنيات والأساليب ( مثل بحوث العمليات و الهندسة البشرية، والإحصاء التطبيقي وغيرها) التي تساعده على ربط هذه المجالات ببعضها والتعامل معها كوحدة واحدة متكاملة. فالمهندس الصناعي يمكن اعتباره مهندس ذو خلفية إدارية. أو كمدير ذو خلفية علمية هندسية. وبذلك، فان المهندس الصناعي يعمل كمترجم بين الإدارة(الأمور المالية) والهندسة ( الأمور الفنية). لتوضيح ذلك ...مثلاً إذا حدث عطل في آلة ما فان المهندس الكهربائي أو الميكانيكي سيهتم بكيفية تصليح هذا العطل دون اهتمام بالزمن اللازم لذلك وتكلفة قطع الغيار اللازمة. وإذا حاول شرح طبيعة العطل وما يحتاجه للإدارة ، فان الإدارة في أغلب الأحوال لن تفهم شئ مما يقوله (بمصطلحاته الهندسية الفنية). وإذا حاولت الإدارة أن تخبر المهندس عما سيكلفه توقف الآلة ومقدار العجز والتأخير في الإنتاج، فانه في أغلب الأحوال لن يستوعب شئ من المصطلحات المالية والاقتصادية المستخدمة. المهندس الصناعي يمكنه فهم طبيعة العطل ( بخلفيته الهندسية يمكنه فهم المصطلحات الهندسية المستخدمة والأجزاء المختلفة للآلة وكيفية عملها) وسيعرف في نفس الوقت ما يترتب على توقف الآلة من مصاريف وعجز في الإنتاج ( بخلفيته الاقتصادية والإدارية). إذا يمكننا أن نقول أن الهندسة الصناعية ظهرت لتكملة التخصصات الهندسية التقليدية وتغطية الجوانب المهملة فيها وربطها بالجوانب الاقتصادية والإنسانية. الهندسة الصناعية هي التخصص الوحيد الذي يؤهل حامله لقراءة وفهم التقارير الفنية (كتالوج آلة أو قائمة قطع غيار) وفي نفس الوقت قراءة وفهم التقارير المالية المختلفة ( مثل قائمة دخل أو قائمة مركز مالي) مع القدرة على الربط بينها. المهندس الصناعي تم إعداده بطريقة منهجية علمية لرؤية الصورة العامة والكاملة (الكبيرة) للنظام ككل وربط عناصرها المختلفة ( المواد والمعدات والبشر) بما يضمن أفضل أداء لها. الرسم التالي يساعد على الفهم فكرة وأساس الهندسة الصناعية. untitled.JPG لزيادة التوضيح سنأخذ المثال التالي:
 لو فرضنا أن شركة ما تريد نقل إنتاجها من موقع الإنتاج في منطقة أو مدينة معينة إلى مناطق توزيعه في أكثر من منطقة أو مدينة أخرى. لو عرضت هذه المشكلة على مهندس تقليدي فانه قد يقوم بدراستها وحلها بالتخمين وبالتجربة والخطأ إلى أن يصل إلى حل مقبول لها. لكن لو عرضت على مهندس صناعي فأنه سيحلها بطريقة مثالية تضمن وصول المواد في أقصر وقت وبأقل تكلفة وبأقصر طريق. لماذا؟ لأنه درب على ذلك ويمكنه حلها باستخدام معادلات رياضية وأساليب إحصائية لا يعرفها المهندس التقليدي ( الذي لم يدرس أي مقرر إحصائي في أغلب الأحوال). ومن أهم ما يميز المهندس الصناعي مجال عمله الواسع وقدرته على الاستمرار والعمل في إي مجال ( مثل القط له سبعة أرواح!). فالمجال الواسع للمهارات التي يتقنها تؤهله للعمل في إي مجال صناعي سواء كان إنتاجي أو خدمي ( من المصنع الذي ينتج سلعة ملموسة إلى الفنادق والمطارات التي تنتج وتقدم سلع غير ملموسة). وفي داخل الشركة أو المصنع بينما تقتصر رؤية المهندس التقليدي على القسم الفني الذي يعمل فيه وأقصى ترقية ممكن أن يصل لها هي رئاسة هذا القسم. فان رؤية المهندس الصناعي تشمل كامل الشركة أو المصنع ويمكن أن يصل إلى أعلى المناصب الإدارية في الشركة لأنه يمتلك المهارات اللازمة لذلك. وفي السنوات الأخيرة توسع التخصص بشكل كبير ليضم المزيد من المهارات والمجالات مثل الإدارة اللوجيستية ، وإدارة الجودة الشاملة ، والترابط بين الإنسان والحاسب...الخ. مما زاد مجالات عمل المهندس الصناعي ( ليصبح لديه أرواح أكثر من القط!). أرجو أن تكون هذه المقالة قد ساهمة في تعريف المهندس الصناعي ومجال عمله.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

Permis de Travail du Groupe Sonatrach

Référentiel  Système de  Référentiel  Système de Permis de Travail  du Groupe Sonatrach Ce référentiel est publié par la Direction Centrale HSE,  elle assure la garde officielle de son contenu ainsi que  la diffusion. 1 - Administration du référentiel 1.1 Garde du référentiel Ce référentiel est publié par la Direction Centrale HSE,  elle assure la garde officielle de son contenu ainsi que la diffusion. 1.2 Modifications du contenu Toutes modifications devant être apportées, améliorations  suggérées ou détails à inclure dans des éditions futures  de ce référentiel doivent être proposés à la Direction  Centrale HSE. La révision de ce référentiel sera entreprise à la  discrétion de la Direction Centrale HSE. 1.3 Structures concernées par le référentiel Le système de permis de travail doit être mis en œuvre au  niveau de toutes les structures du Groupe Sonatrach  chargées de la gestion de patrimoine (Asset Management). 1.4 Adaptation du référentiel Les différentes struc

La simulation de crise

 Simulation des crises 1. Introduction La simulation de crise est une technique de gestion du risque servant à évaluer les répercussions éventuelles de scénarios de crise exceptionnels mais plausibles sur la situation d’un établissement.   Elle tente également de mesurer l’impact de l’effondrement d’hypothèses qui sous-tendent la gestion d’entreprise. La simulation de crise est importante pour les raisons suivantes :   permettre l’évaluation prospective de risques   offrir un complément aux modèles de gestion du risque existants   améliorer la planification en matière de capital   soutenir le conseil dans l’établissement de sa politique de tolérance au risque de la caisse populaire    faciliter l’élaboration de plans d’atténuation des risques ou de mesures d’urgence   La simulation de crise met un établissement en garde contre les conséquences négatives et inattendues de divers types de risques et permet de déterminer le capital requis pour absorber les pertes en cas d

classement des accidents selon la gravité des événements

Un programme efficace de gestion de la santé et de la sécurité devrait s'assurer de l'existence d'un plan interne d’intervention ou gestion des crises, qui en fonction des besoins identifiés de l’établissement, définit les procédures d'évacuation, attribue clairement les responsabilités et assure une réponse efficace à l'intérieur de l'établissement. I.                   Degré de gravité des événements Selon [Lagadec, 2000; OCDE, 1992], un accident industriel est un événement tel qu'une émission de matière toxique, un incendie ou une explosion résultant de développements incontrôlés d’une perte de confinement survenus dans une activité industrielle chimique et/ou pétrochimique qui engendre un danger grave, immédiat ou ultérieur, pour l'homme tant à l’intérieur qu’à l’extérieur de l’établissement et dans lequel une ou plusieurs substances dangereuses sont impliquées. Une échelle de gravité des accidents est définie, elle classe les accident